﴿َ وقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ ( طه :آية 114) بسم الله الرحمن الرحيم ﴿َ وقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ ( طه :آية 114)
شكر وتقدير الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على معلم البشرية الأول، وإمام الانبياءِ والعلماء والشهداء أجمعين وبعد.. استناداً لقوله تعالى "بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ" (الزمر:آية66) وانطلاقاً من حديث أبي هريرةَ- رضي الله تعالى عنه- حيث قال: سمعت أبا القاسم- صلى الله عليه وسلم- يقول:" من لا يشكرُ الناسَ لا يشكرُ الله"(الترمذي،1978،ج4: 339)، ففي المقامِ الأولِ بعد شكرِ الله سبحانه وتعالى أتوجه ُ بالشكرِ الجزيل للجامعة الاسلامية بغزة رئيساً وإدارةً وعاملين، وأخصُ بالشكرِ والعرفانِ بالجميل لأهلِ الفضل أستاذي الفاضل الدكتور عليان عبد الله الحولي الذي علمني من خلالِ إشرافهِ على رسالتي أدبَ البحثِ، وسلوكياتِ العلماء، قبل أن يعلمني العلم، والمعرفة.
ومما شرفني تقبُل أساتذتي الكرام الأستاذ الدكتور فؤاد على العاجز، والأستاذ الدكتور ماجد محمد الفرا مناقشةَ هذه الرسالة، ليضعا لمساتِهما، وبصماتِهما البارزةََ لتكون أكثر قوةً، وأفضلَ إخراجاً، فلهما مني كلّ الاحترامِ والتقدير. كما أتقدمُ بجزيلِ الشكرِ والعرفانِ لوزارة التربية والتعليم العالي وزيراً وإدارةً وعاملين التي هيأت الظروف وذللت العقبات أمامي من أجلِ اتمام هذه الرسالة. ولا يفوتني أن أشكرَ كلَ من ساعدني ووقفَ بجانبي في المحطاتِ المختلفةِ من عمرِ هذه الرسالة جزاهم الله تعالى عني وعن المسلمينَ كلَ خير وأثابهم بعلمهم الجنة .
محاورُ الدراسة واسمحوا لي أن أقدمَ عرضاً موجزاً لما تضمنته هذه الدراسةِ من خلالِ المحاورِ التالية:
الفكرِ الإدارِي الحديث عنوانُ الدراسة درجةُُ ممارسةٌِ القيادةِ التربويةِ العليا في وزارةِ التربيةِ والتعليمِ العالي لدورِها الإدارِي في ضوءِ الفكرِ الإدارِي الحديث
مشكلةُ الدراسة تتلخصُ مشكلةُ الدراسةِ في الإجابةِ عن الأسئلةِ التالية: ما درجةُ ممارسة القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري من وجهة نظرِ المرؤوسين؟ هل توجدُ فروقٌ ذاتُ دلالةٍ إحصائيةٍ عند مستوى دلالةِ (0.05(≤ في متوسطِ تقديرِ المرؤوسين لدرجةِ ممارسةِ القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري تُعزى لمتغيرات (الجنس، الخدمة، المؤهل العلمي، المؤهل التربوي، ومكان العمل)؟. ما سبلُ تطويرِ الدورِ الإداري للقيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي في ضوء الفكر الإداري الحديث؟.
أهدافُ الدراسة تهدفُ الدراسةُ من خلال الإجابة عن الأسئلة التي تبنتها إلى: التعرفِ على مدى ممارسة القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالى لدورها الإداري من وجهة نظر المرؤوسين. الكشفِ عما إذا كان هناك فروقٌ ذات دلالة إحصائية في درجة ممارسة القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي للدور الإداري, وفقاً لمتغيرات (الجنس، سنوات الخدمة، المؤهل العلمي، المؤهل التربوي، مكان العمل). الكشفِ عن سبلِ تطوير الدور الإداري للقيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي في ضوء الفكر الإداري التربوي الحديث.
أهميةُُُُ الدراسة ترجعُ أهميةُ الدراسةِ إلى ما يلي : قد تُبرزُ أهميةَ الدورِ الإداري الذي يقومُ به القائدُ التربويُ في حفزِ المرؤوسين لأداءِ أعمالِهم بفعالية، وضمانِ استمرارِ زيادةِ كفاءتهِم الإنتاجيةِ، وحثهِم على تحقيقِ أهدافِهم, وأهدافِ إداراتِهم, ودوائِرهم, وأقسامِهم التي يعملون بها. قد تفيدُ القائمينَ على الإدارةِ التربويةِ, والتعليميةِ بوزارةِِ التربية والتعليم العالي في ضرورةِ إعادةِ النظرِ فيما يمكن أن يكونَ عليه الدورُ الإداريِ للقيادةِ التربوية. تأملُ هذه الدراسةُُ في أن تُقدمَ سبلاً لتطويرِ الدورِ الإداري للقيادة التربوية ليواكبَ تطورَ مفهومِ الإدارةِ التربوية في القرن الحادي والعشرين في وزارة التربية والتعليم العالي.
إجراءاتُ الدراسة "وهو المنهجُ الذي يدرسُ ظاهرةً أو حدثاً أو قضيةً موجودةً حالياً، يمكن الحصول منها على معلوماتٍ تجيبُ عن أسئلةِ البحثِ دون تدخلِ الباحثِ فيها".( الأغا، والأستاذ،1999: 83)
عينةُ الدراسة تمثلت عينةُ الدراسةِ في مجتمعِ الدراسةِ كاملاً، لأن المجتمعَ ليس كبيراً ، ويبلغُ عددُ عينةِ الدراسةِ (158) فردا، منهم (14) نائبَ مدير، و (144) رئيسَ قسمِ، حسبَ إحصائياتِ وزارةِ التربية والتعليم العالي في المحافظات الجنوبية للعام الدراسي 2008/2009. وزارة التربية والتعليم، الإدارة العامة للتخطيط، 2009 وقد استجاب منهم (151) فرداً بنسبةِ (94.5%).
أدواتُ الدراسة قام الباحثُ بتصميمِ استبانهٍ مكونةٍ من ثلاثة أقسامٍ كالتالي: القسمُ الأول: يحتوي على الخصائصِ العامةِ لمجتمعِ وعينةِ الدراسة. القسمُ الثاني: يتكون من (80) فقرةً، موزعةً على أربعِ مجالاتٍ تتناول: درجةُ ممارسةِ القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري في ضوء الفكر الإداري الحديث كالتالي: المجالُ الأولُ: التخطيط, ويتكون من ( 19) فقرةً. المجال الثاني: التنظيم, ويتكون من ( 20) فقرةً. المجال الثالث: التوجيه, ويتكون من ( 23) فقرةً. المجال الرابع: المتابعة والتقويم, ويتكون من (18) فقرةً. القسمُ الثالث: يتكون من سؤالٍ مفتوحٍ يبينُ سبلَ تطويرِ الدور الإداري للقيادة التربوية العليا بوزارة التربية والتعليم العالي .
ولقد تم التأكدُ من صدق الاستبانةِ بعرضها على مجموعةٍ من المحكمين، ثم تطبيقِها على عينةٍ استطلاعيةٍ تكونت من (30) فرداً من أفراد العينة، ومن ثمَّ حسابِ صدقِ الاتساقِ الداخلي، كما تم حسابُ ثباتِ الاستبانةِ باستخدامِ معادلةِ ألفا لكرونباخ، حيثُ بلغَ معاملُ الثباتِ الكلي للاستبانةِ (0.986) وكذلك باستخدام طريقة التجزئة النصفية حيث بلغ معامل الثبات الكلي (0.954)، و قام الباحثُ بتطبيقِ الاستبانةِ على عينةِ الدراسةِ ثم تم تحليلُ استجاباتِ أفرادِ العينةِ باستخدامِ برنامجِ الرزمِ الإحصائيةِ للدراسات الاجتماعية (SPSS).
الأساليبُ الإحصائية - تم استخدامُ الأساليبِ الإحصائيةِ التالية لتحليل نتائجِ الدراسةِ الميدانية: النسبُ المئويةُ والمتوسطاتُ الحسابية: للكشفِ عن درجة ممارسة القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري، في ضوء الفكر الإداري الحديث من وجهة نظر المرؤوسين. اختبارُ ”ت“: لبيانِ دلالة الفروقِ في تقديرات المرؤوسين حول درجة ممارسة القيادة التربوية العليا، في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري، في ضوء الفكر الإداري الحديث، لإيجاد الفروق بين متوسطات عينتين مستقلتين في كلٍ من متغيرات ( الجنس، والمؤهل التربوي، ومكان العمل). تحليلُ التباينُ الأحادي: لبيان دلالة الفروق في تقديرات المرؤوسين حول درجة ممارسة القيادة التربوية العليا، في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري، في ضوء الفكر الإداري الحديث، لإيجاد الفروق بين أكثر من متوسطين في كلٍ من متغيرات ( المؤهل العلمي،وسنوات الخبرة).
نتائجُ الدراسة توصلت الدراسةُ الى العديدِ من النتائجِ أهمها:- أن درجةَ ممارسةِ القيادةِ التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الاداري في مجالات الدراسة جاءت كما يلي: "المجالُ الأول: التخطيط " قد احتل المرتبةَ الأولى بوزن نسبي (69.57%). "المجال الثاني: التنظيم" حيث احتل المرتبةً الثانية بوزن نسبي (66.14%). "المجال الثالث: التوجيه" ليحتل المرتبةَ الثالثة بوزن نسبي (65.45%). ”المجال الرابع " المتابعة والتقويم في المرتبةِ الأخيرة بوزن نسبي قدره (64.53%). الوزن النسبي للمجموع الكلي للاستبانة (66.39%). كما توصلت الدراسةُ إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) لدرجة ممارسة القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري في ضوء الفكر الإداري الحديث تعزى لمتغيرات (الجنس، المؤهل العلمي، سنوات الخدمة، والمؤهل التربوي). بينما وجدت فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (α ≤ 0.05) لدرجة ممارسة القيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي لدورها الإداري في ضوء الفكر الإداري الحديث تعزى لمتغير مكان العمل (مقر الوزارة، مديريات التربية والتعليم)، ولقد كانت الفروق لصالح المديريات. وخرجَ الباحثُ بتصورٍ مقترحٍ لتطوير الدور الإداري للقيادة التربوية العليا في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في ضوء الفكر الإداري الحديث.
توصياتُ الدراسة وفي نهايةِ الدراسةِ، وبناءً على نتائجِها خرج الباحثُ بتوصياتٍ كان من أهمِّها: ضرورةِ اتخاذِ القرارات بصورةٍ تشاركيةٍ، وذلك بإشراكِ المرؤوسين في إعداد الخططِ التنفيذية المساعدة. أن تسعى الوزارةُ لتحقيقِ إدارةِ الجودةِ الشاملةِ في التعليم.
والسلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه وفي الختام ذكرَ ابنُ عابدين في حاشيتهِ أنّ الإمامَ المُزنّي قال: ”قرأتُ كتابَ الرسالةِ على الإمامِ الشافعيِ ثمانين مرةً، وفي كل مرةٍ كان يوقِفُني على خطأٍ، حتى قال: هيه، أبَى اللهُ أنّ يكونِ كتاباً صحيحاً غيرَ كتابِه“. ويقولُ أحدُ التابعين: أنني ما عدتُ إلى عملٍ عملتُه بالأمسِ إلا وقلتُ أنه بحاجةٍ إلى تعديلٍ... فالكمالُ لله... فهذا العملُ هو جهدُ المُقِلّ، فإن أحسنتُ فمنَ اللهِ، وإن أسأتُ فمن نفسي والشيطانِ، واللهُ الموفقُ وهو الهادي الى سواءِ السبيلِ,,, والسلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه