العرس الشركسي في نهاية مراسم أخذ المهر قبل أن يغادر الوفد كان كبير أهل الشاب يعلم كبير الوفد بموعد العرس قائلا": سوف يلحق بكم موكب العرس أو سوف ينطلق العرس في اليوم الفلاني كانت القرية كلها تتهيأ للعرس وليس الأهل فقط حيث كان الشعور السائد آنذاك هو :“ إن كان اليوم عرسهم فغدا سوف يكون عرسنا“،حيث كان يحضر الفرح الشركسي أعداد كثيرة جدا" من الناس ولم يكن بمقدور العائلة العادية استضافة ذلك الكم الهائل من الناس وأن يقدم لهم الطعام والشراب فكانت القرية أو الحي تقوم بواجب الضيافة . كان الشراكسة يقيمون معظم الأفراح في الخريف بعد جني المحاصيل،في ذلك الوقت من العام تكون الصوامع ممتلئة بالحبوب والخيرات،وتكسو الحيوانات اللحم وتكثر فيها القصيدة الشركسية،كما يبقى الجو صحوا" والأرض محتفظة بجزء كبير من حرارتها بحيث يمكن أن تقام حلقات الرقص في الفناء من دون الإحساس بالبرد،وبالتالي كان الخريف مناسباً تماما" لإقامة الأعراس،كانت العادة أن يقام العرس في النهار يوم الخميس أو الجمعة،وكان من المهم جدا" أن يقوم أهل الشاب إبلاغ المدعوين بتاريخ العرس،حيث كان من الواجب أن يرسل إليهم فارسا" يقوم بإبلاغهم بالموعد ودعوتهم تجنبا" لأي سوء تفاهم يمكن أن يحدث،أما الشباب الذين سوف يتحملون أعباء إقامة العرس كان يبعث إليهم أيضا" فارسا" ليطلب منهم عبء إقامة العرس،وهم من الشباب الذين يمكن الاعتماد عليهم فهم يعرفون جيدا" الأعراف ويحسنون التصرف واللباقة وحسن التعامل مع الناس وذات بنية جسدية قوية،لكي تنضم إلى الفرسان الذين سوف يذهبون إلى إحضار العروس كان يجب أن تكون إنسانا" مقدرا" في القرية فليس كافيا" أن تجيد ركوب الخيل لتكون من هؤلاء الفرسان وكان عدد المشاركين يتجاوز الـ 50 فارسا يضاف إليهم الأصدقاء والأقارب الذين جاؤوا إلى العرس والفرسان يدعون بأن يرسل إليهم فارسان يقولان : إنه نبل منكم وسعادة لنا لو قبلتم أن تذهبوا إلى إحضار العروس ولم يكن يذهب غير الفرسان المدعوين،كان جميع الفرسان المدعوين يحضرون بكامل لباسهم وسلاحهم،بالطبع لم يكن أهل الشاب الوحيدون الذين يستضيفون ذلك العدد الهائل من الضيوف إنما أيضا" أهل الحي والقرية كان الموكب ينطلق في المساء بعد حلول الليل،قبل انطلاق الفرسان كانوا يجلسون معا" قليلا" وكان يقدم لهم بعض الطعام والشراب،كانت تجهز وتزين عربة تجرها الثيران لإحضار العروس حيث كانت العربة تغطى باللباد التي تربط بالخيوط المجدولة ثم توضع فوقها قطعة قماش غالية من الحرير أو من المخمل،وكان يجلس في العربة عازف الأكورديون مع فتاتين.
كانت العربة تدخل إلى القرية أو الحي وهي في مقدمة الفرسان وعند دخول الموكب القرية أو الحي كان الفرسان يبدؤون بالغناء بصوت عال حيث يستقبلهم أهل القرية أو الحي،كانت العادة في بعض الأحيان أن يرش أهل القرية فرسان الموكب بالماء ولم يكن فرسان الموكب يكترثون بهذا الأمر على اعتبارها عرفا" حيث كانوا ينظفون أنفسهم ويتابعون عملهم وكأن شيئا" لم يحدث كانت العربة المحاطة بالفرسان تدخل دار العروس أولا" تم يتبعها بقية الفرسان وتقف أمام غرفة العروس،ثم تترجل منها فتيات العرس يحيط بهن الفرسان ويتجهن إلى غرفة العروس،عندها فقط كان يحق للفرسان الترجل عن خيولهم،كان بعض عادات العرس تختلف قليلا" من قبيلة إلى أخرى إلا أن جوهر العرس كان واحدا" لدى المجتمع الشركسي بأسره،كان شباب وبنات المضيف يهتمون بشكل خاص بالفتيات الضيوف القادمات لأخذ العروس،حيث كانت ممازحتهن و ملاطفتهن وإظهار الإعجاب بهن من طقوس العرس وكذلك كانت البنات الضيوف يبادلنهم بالمثل،وكان المُضيف يقدم للضيوف الكثير من الطعام والشراب حيث كان الكبار يوزعون رأس الذبائح وفق العادات والتقاليد المتعلقة بذلك،أما شراب الباخسمة فكان يقدم بالجرار،هكذا كان الاحتفال بالعرس يمتد حتى مطلع الفجر في معظم الأحيان،أما في الطرف الآخر فكان أصدقاء الشاب يذهبون إلى عروسهم الشاب ويأخذون معهم ذبيحة يسهرون ويرقصون عند الشاب حتى الفجر.. وبعد أن يأذن كبير الضيوف للمغادرة يبدؤون بتجهيز العربة وربط الثيران بالعربة،كان شباب أهل الفتاة يصنعون مقالب عديدة بالضيوف فمثلا" كانوا يقومون بفك وإخفاء أحد عجلات عربة العروس أو نير الثيران بغية إبقاء الضيوف لمدة أطول وكانت هذه المقالب تعتبر من باب المزاح،بعد أن يجدوا ما تم إخفاءه كانوا يقومون بتجهيز العربة،يمتطي الفرسان الخيول ثم تبدأ حلبة الرقص بالاتساع شيئا" فشيئا" ويبدأ عازف الأكورديون بعزف معزوفة رقصة الخيول حيث يبدأ الفرسان يرقصون جيادهم ،ومن عادات رقص الجياد أن الفارس الشركسي لا يدير جانبه الذي يحمل السلاح (القاما) نحو النساء حتى اليد التي تمسك بالسوط لم يكن يديره باتجاه النساء،حيث على الفارس أن يبدل اليد التي يحمل بها السوط،بعد الانتهاء من ترقيص الخيول تقترب العربة المحاطة بالفرسان من باب غرفة العروس وهم ينشدون بصوت عال الو ريدا (أهزوجة خاصة للعروس)، قبل إخراج العروس من غرفتها كانوا يلبسونها ملابس جديدة ويغطون رأسها ووجهها بغطاء حريري ناعم وتقف بجانب الحائط في الغرفة،كان الأخ الأقرب للعريس (الأخت الأقرب) هو الذي يدخل إلى غرفة العروس ليرافقها إلى العربة بينما كانت البنات المرافقات للعروس يقفن بجانب العربة ويساعدونها للصعود إليها كانت البنات المرافقات للعرس تتعرضن للمقالب مثل تلويث ملابسهن أو تقطيع أطرافها وكذلك الشباب المرافقين للعرس كانوا يتعرضون للكثير من المزاح الخشن أحيانا"،مثلا" كان يتم توثيقهم بجذع الشجرة أو يحبسون في الإسطبل الفارغ،أو يطعمونهم البصل بالقوة،أو يجبرونهم باستبدال ملابسهم بملابس رثة أخرى ، كان الجميع ينظرون إلى هذه التصرفات بأنها جزء من عادات وتقاليد العرس الشركسي وبالتالي لم يكونوا يرون فيه أية إساءة إليهم،لم يكن بالإمكان إخراج العروس من غرفتها من دون دفع (فدية الخروج) إلى النسوة،
كانت العروس تخرج من غرفتها برفقة الأخ (الأخت) الأقرب للعريس بينما أكبر الفتيات الضيوف تقف في وسط العربة تساعد العروس للصعود مع الفتيات الأخريات إلى العربة،كانت العربة تدور أمام غرفة العروس مرة ثم تتجه نحو باب الدار للخروج بينما فرسان العرس يرددون الوريدادا (أهزوجة) بصوت عال،كان الشباب من طرف العروس يقفون يمنعون عربة العروس من الخروج من باب الدار مالم يقدم لهم فدية (فدية صداقة العروس)،كانت العادة أن تسير عربة أمتعة وجهاز العروس والهدايا مع فدية (فدية الإساءة) خلف عربة العروس. بعد أن يخرج العربة إلى الشارع وخلفها الفرسان يفنون الوريدادا بصوت عال،كان سكان القرية يتجمهرون في الشوارع لرؤية (أخذ العروس)،كانت العادة الشركسية آنذاك أن يضع سكان القرية على طريق الموكب إما قبعات قديمة أو بيضات،ولم يكن يحق لفرسان تجاوز الأشياء الموضوعة في طريقهم لاسيما البيض قبل أن يتم كسرها بإطلاق النار عليها،حيث كان الفرسان يقفون بالترتيب على بعد لا تتجاوز قفزة الحصان ينطلقون بالحصان بسرعة ويطلقون النار على البيض ليكسروها ثم بعدها يحق لهم متابعة السير،كانت العادة آنذاك أن ينضم إلى موكب فرسان (أخذ العروس) حوالي 10فرسان من أهل الفتاة،كان عند الشراكسة آنذاك عادة جميلة يطلق عليها (إلحاق الطعام) حيث عندما تعلم قرية أو حي ما بوجود (أخذ العروس) في قرية أوحي آخر كانت مجموعة من الفرسان يلحقون بالموكب محملين بالأطعمة والشراب،عند اللحاق بالموكب يتوقف الجميع ثم يترجل الفرسان ويقدمون لموكب العروس الطعام والشراب ويرقص الجميع،كان بعض من أولئك الفرسان يرفعون غطاء العروس وينظرون إليها ثم يمزحون قائلين : إن كنتم ترونها غير مناسبة سوف نعيدها الآن،أو لقد خاب أملنا لقد غررنا،أو إنها جوهرة يجب المحافظة عليها،عند ما يقترب موكب(أخذ العروس) من القرية أو الحي كان يوضع أيضا" على طريق الفرسان البيض ولم يكن بإمكان الموكب متابعة الطريق قبل أن يقوم الفرسان بكسر البيض بإطلاق النار عليه حتى ولو تطلب الأمر المحاولة طوال الليل،كانت العادة أن تأخذ العروس إلى بيت آخر وليس مباشرة إلى بيت أهل العريس ،
كان الفرسان يغنون بأعلى صوتهم الوريدادا ويطلقون النار في الهواء ويجوبون طرقات القرية أو الحي حيث كانت القرية أو الحي بأكملها تفرح وتبتهج . يدخل الموكب الدار و في المقدمة عربة العروس المحاطة بالفرسان يتبعها العربة التي تحمل الأمتعة والهدايا مع فرسان الموكب الذين يرددون الوريدادا بدون انقطاع وبصوت عال،تقف عربة العروس أمام الغرفة التي سوف تدخل إليها ويتعاون العازف والمصفق معا" بالعزف والتصفيق ثم يقوم الأخ (الأخت) الأقرب للعريس الذي أدخل العروس إلى العربة بإخراجها من العربة وإدخالها إلى الغرفة المخصصة لها،إحدى العادات الشركسية في الأعراس التي كانت لا مناص منها هي أن يطلق الفرسان النار على المداخن الموجودة على أسطح المنزل وإسقاطها،كانت ملابس فتيات الموكب اللاتي تخرجن من العربة ملوثة أو أطرافها ممزقة،وأكثر الأشــخاص الذين كانوا يتعرضون لمثل هذه الأفعال هو(قائد العربة)،إلا أن الشراكسة لم يكونوا يولون اهتماما" في العرس لمثل هذه الأشياء،كانت توضع الأغراض الموجودة في عربة الأمتعة في غرفة العروس وتخرج العربات خارج الدار، ثم كان يبدأ الرقص حيث كانت الفتيات يقفن بجانب الحائط ويقف الفرسان بالجانب الآخر ويبدأ العازف بمعزوفة ترقيص الخيول حيث يقوم الفرسان بترقيص خيولهم،أما أكثر الفرسان قوة وجسارة كان يحاول الدخول إلى غرفة العروس وهو على ظهر حصانة ويحاول الجميع ثنيه عن الأمر حيث تقوم الفتيات بتقدير وتكريم الفارس بتقديم الهدايا له مع الطعام والشراب وتزيين حصانه . بعد هذه الطقوس كان الفرسان يترجلون عن خيولهم ويبدأ المضيف الترحيب بهم ويشكرهم على جهودهم ويسألهم فيما إذا جرت الأمور على ما يرام،كان المضيف يكن لهم أكبر التقدير و يدعوهم إلى البيت ثم إلى الرقص ليرقصوا رقصة الإسلامي والطلقات النارية تطلق بين أرجلهم،بعد بضعة رقصات كان المضيف يدعوهم إلى الطعام والشراب،كان الرقص يستمر بدون انقطاع بإدارة الجكواكوا و الآجغاشوا وهما شخصان ذكيان يتقنان فن الكلام ويحسنان التصرف ويلمان بالتقاليد وكانا يمازحان الجميع يضفيان على العرس الفرحة والبهجة .
ثم يبدأ الأقارب بالتوافد إلى العرس للتهنئة وإلقاء النظرة على العروس،حيث كانوا يتوافدون بالعربات التي تقل عازف وفتيات برفقته 4-5 فرسان،يتقدم هذه العربة عربة أخرى تنقل الذبائح والطعام إلى أهل العريس والتي تقل أيضا" النساء الآتية لرؤية العروس، وكان يتقدم موكب قدوم الأقارب وهو يحمل سيفا" خشبيا"،عندما يصل الموكب باب الدار كان الشباب يوقفونهم ويمنعونهم من الدخول حتى يقدموا لهم الطعام والشراب،كان بهذه الطريقة يحصل الشباب على نصيبهم من الطعام والشراب في العرس من دون أن يطلبوا شيئا" من أصحاب العرس بالإضافة إلى أنها كانت تزيد من بهجتهم وفرحتهم بالعرس،كان الجيران يساعدون أصحاب العرس حيث كانوا يستضيفون العديد من الضيوف في بيوتهم،كان يوكل إدارة العرس لمجموعة من الشباب كان العرس يستمر لأكثر من أسبوع وكان يدعى إلى الطعام والشراب الضيوف والكبار الذين لم يعد يناسبهم الرقص،أما الشباب فكانوا يوقفون الرقص قليلا" ويتجمعون معا" ليأكلوا ويشربوا من الأطعمة التي أخذوهم من مواكب القادمين أو كتعويض عن رقص العوانس وغيره،لم يكن الرقص ليتوقف في أيام العرس الشركسي حيث كان العرس من الأمكنة التي يمكن فيها أن يجتمع. الشباب والشابات بحرية .
إحضار العروس يعتبر (إدخال العروس) من أساسيات الفرح الشركسي،تبدأ الاستعدادات للقيام ب ( إدخال العروس) حيث يبدأ الرقص بالاتساع والاتجاه نحو غرفة العروس و يتماسك أيدي الشباب و يبدؤون الغناء تكون العروس في أبهى ملابسها مغطاة الرأس بقماش حريري ناعم خفيف، تمسك بذارعها من جانب أخت العريس ومن الجانب الآخر وزوجة أخ الشاب تسير معهما إلى حيث يأخذونها،كلما ساروا قليلا" يتوقفون ثم يرقص الجميع رقصة الإسلامي وعند الوصول إلى منتصف الطريق كانوا يوقفون العروس على مكان مرتفع قليلا" ثم يبدؤون بنثر الجوز والنقود والحلويات على العروس وكان الصغار هم الذين يجمعون هذه الأشياء،أثناء (إدخال العروس) كانوا عادة يجبرون العوانس على الرقص فإن امتنعن عن الرقص توجب عليهن تقديم الفدية (طعام وشراب)،عندما تصل العروس إلى باب غرفة الحماة تتخطى عتبة الغرفة برجلها اليمنى و تقف على جلد الخروف الموضوع في الطرف الأخر من عتبة الغرفة،وتبدأ النساء الكبيرات في السن بالدعاء للعروس : إلهنا الغالي اجعلها تدخل بيننا بالخير،إلهنا أعطها من العافية والسعادة والحظ بقدر عدد خيوط الصوف التي تقف عليها،إلهنا الغالي اجعلها أهلا" مننا،و يغنون لها أغنية دلال العروس،بعدها كانوا يستبدلون جميع ملابس العروس بملابس جديدة التي كانت تسمى (هدية العروس)،ثم تتقدم العروس نحو الحماة التي تغني أغنية التقدم إلى العروس وتعانق زوجة ابنها . كان الحضور يهنئون ويباركون العروس التي تقف بجانب الحائط في صدر الغرفة،من بين عادات (إدخال العروس) كانت عادة (دهن الشفاه)،حيث كان يحضر مزيج العسل و الزبده في وعاء صغير،حيث كانت إحدى العانسات تأخذ هذا الوعاء وتقترب من العروس و تبدأ بالدعاء : إلهنا الغالي أجعلها تستمتع في بيتها الجديد بحلاوة هذا العسل و الزبدة،واجعل قلبها تلتصق بنا وببيتها كالتصاق العسل بالصوف،ثم تمسح بإصبعها على شفة العروس قليلا" من مزيج العسل و الزبدة و تعطي الباقي للأطفال الذين كانوا ينطلقون بها فرحين،ثم كانت تبدأ رقصة العانسات حيث كانت العانسات وكبيرات السن يرقصن ومن لا ترغب بالرقص كان عليها أن تفتدي نفسها بتقديم الطعام أو الهدايا،وكانت العادة أن يفتدوا رقص السيدات الكبيرات،كما كان الحضور يقدمون للعروس (ثمن النظرة) وهي هدايا مختلفة،في النهاية كانوا يعيدون تغطية رأسها ويخرجونها من الغرفة ويعيدونها إلى غرفتها بالطريقة نفسها مع الغناء والرقص وإطلاق الرصاص،بعدما تعود العروس إلى غرفتها كانوا ينزعون عنها الغطاء جزئيا" أو كليا"،كانت العادة أن تقف العروس عندما يدخل أحد إلى غرفة العروس ولا تجلس أبدا" مادام الكبار جالسون في غرفتها ،عندما تدخل العروس إلى غرفة نومها كانت تعتبر بأنها من العائلة .
إحضار العريس كان بعضهم يقوم (إحضار العريس) مباشرة في نهاية العرس مباشرة،أما بعضهم الآخر فكانوا يؤجلونه لبضعة أيام بعد الانتهاء من العرس،يجتمع كبار العائلة والقرية لاستقبال العريس و يقدم لهم الطعام والشراب يجلسون ويتسامرون ثم يأمرون بإحضار العريس،كان أصدقاء العريس مع بنات القرية يذهبون لإعادة العريس حيث كانوا يستضافون و يقدم لهم الذبائح يسهرون ويرقصون حتى وقت متأخر من الليل،وكانت العادة أنه عندما يتأخر الوفد كثيرا" كانوا يرسلون من يستعجلهم،عند منتصف الليل كان العريس يعاد وهو بين صديقيه بالرقص والطلقات النارية،وعندما يصل العريس كانوا يستأذنون الكبار وعندما يجيب الكبار بأنهم قد عفوا عنه لفعلته،عندها فقط كان بإمكان العريس الدخول إليهم وهو واقف بين صديقيه وبخجل شديد يقف أما الكبار ثم يبدأ كبير الجلسة بالدعاء وهو يحمل النخب فيتقدم العريس نحوه ويأخذ بيده اليمنى (ليست من العادة مد اليدين) النخب ويعطيه لصديقه الواقف إلى يمينه،ثم يأخذ الطعام بالطريقة نفسها ويعطيه لصديقه الواقف إلى يساره،ثم يستدير نحو اليمين ويخرج (يهرب) من الغرفة،كان بعض القبائل الشركسية بعد الدعاء والترحيب بالعريس يأخذون العريس ويقدمونه إلى كبار أهله و والديه ليحتضنوه ويدعوا له،كان الشباب يجتمعون في بيت آخر يأكلون ويشربون ما قدمه الكبار لهم ويرقصون،كان الكبار يحضرون حلبة الرقص ويرقصون رقصة الكبار و لم يكن بإمكان الشباب الرقص قبل أن ينتهي الكبار،عند انتهاء الكبار من الرقص كانوا يدعون للخير وينصرفون عندها كان بإمكان الشباب الرقص . بعد منتصف الليل كان (الأشبين) يأخذ العريس إلى عروسته خلسة من دون أن ينتبه أحد إلى ذلك،كانت العادة أن يكون في استقبال العريس في غرفة العروس حارسة العروس (الأخت الأقرب للعريس) حيث يجلس الجميع قليلا" ثم يخرج (الأشبين) حذاء العريس إلى خارج الغرفة ويخرج مع حارسة العروس (الأخت الأقرب للعريس) متمنين لهما نوما" هنيئة،وكان من واجب(الأشبين) أن يحرس الغرفة طوال الليل لا يسمح لأحد الاقتراب منه لحماية العريس من أية ممازحة خشنة،كان الرقص والبهجة يستمر خلال الليل دون انقطاع .
وفي الصباح الباكر يذهب(الأشبين) مع حارسة العروس (الأخت الأقرب للعريس) إلى غرفة العريس يوقظونه بهدوء ثم يدخلان الغرفة فيأخذ (الأشبين) العريس حيث يقيم،بينما تهتم حارسة العروس (الأخت الأقرب للعريس) بإطعام وتلبيس العروس،هكذا كان يعتبر أن العريس قد أعيد لأهله إلا أنه في الواقع كان يظل يأتي إلى عروسته خلسة مع (الأشبين) لأسبوع آخر يعود كل صباح باكرا" إلى حيث يقيم،بعد فترة كان والدا العريس يطلبون من أصدقاء ابنهم إعادته إلى البيت حيث يقوم أصدقاؤه بإعادته إلى والديه وكان يسمى هذا الطقس (ترويض العريس)،حيث كان الأهل يستضيفون اصدقاؤه ويرحبون بهم ترحيبا" كبيرا" و كان بهذا الطقس ينتهي أساسيات الفرح الشركسي ومعظم ما يتبعه من عادات وتقاليد تكون عادة ضمن العائلة . كان الشاب المعاد لأهله يتجنب الاحتكاك مع كبار أهله حتى كبار الحي حيث لم يكن يبتعد أكثر من غرفته،إلا من والدته التي يقترب منها شيئا" فشيئا"،بعد مضي ثلاثة- أربعة أسابيع كانت سيدة البيت تستعد لاستقبال العروس حيث كانت تدعو نساء الحي،وكان الشباب والشابات يقيمون حفلة الرقص،كانت النساء فقط هن اللواتي يدخلن العروس عند أم العريس وكبيرات العائلة والحي،وهن اللواتي يعدن العروس إلى غرفتها، عندها كانوا يتفقدون الهدايا التي أحضرتها العروس كانت العروس تأتي إلى غرفة حماتها كل صباح لتقوم بترتيبها و تنظيفها ثم تعود إلى غرفتها،لم يكن أب العريس حتى الآن قد استقبل زوجة ابنه ,و كان يحدث ذلك عندما كانت العروس على وشك إنجاب (بعد إنجاب) طفلها الأول حيت كان والد الشاب يستقبل زوجة ابنه ويقدم لها الطعام والشراب والهدايا ويدعو لها . كان من الواجب تعليم العروس الخياطة وكانت تتم ذلك وفق عادات محددة،كما كانت العروس تلقب جميع أفراد أهل بيت العريس حتى أقاربه بألقاب جديدة حيث لم تكن العادة تسمح بأن تذكرهم بأسمائهم الحقيقية،كانت عادة طريفة كانت الجدة تتصنع بأن زوجة حفيدها قد أخرجتها من بيتها ولم يعد لها وجود في هذا المنزل فتخرج من الدار،حيث كان الجميع يطلبون استرضاءها والعودة إلى البيت ويقيمون لها وليمة كبيرة لكسب رضائها،هذه العادة هي من رموز ضرورة التقدير بين الأجيال في المجتمع الشركسي .
الخطفة ما يلقا الشاب بعد أن حرم من الاجتماع بحبيبته بأقل مما تلقاه الفتاة، بل هو يزيد عليها في ذلك، إذ رجولته وكرامته وما وصل إلى علمه من أن أهلها يذمونه ويعيبون عليه خصاله، فما أن يتناها إليه خبر عزمها على الهرب معه، حتى يتفق وإياها على موعد، وفي أكثر الأحوال تكون والدتها على علم بذلك، فيأخذ بتهيئة الخطة لهذه العملية التي هي محك قدرته وشجاعته وفروسيته، فيسر الأمر إلى أصدقائه الخلص، فيهبون لنجدته ويتطوعون لمعونته، فيأخذون بدراسة الطرق المؤدية إلى قرية العروس، أيها يسلكون في ذهابهم وإيابهم؟ وهل قريبة تقوى على قطعها الخيل دفعة واحدة، أو بعيدة تحتاج إلى تبديلها؟ وعن مراكز الكمين لمنع تقدم المطاردين، وعدد المدافعين، وعند من سيضعون العروس، ومن يستجيرون به، فإذا ما عرفوا من ذلك كله، امتطوا ظهور جيادهم، وخرجوا من قريتهم خلسة، وذهبوا في الساعة المتفق عليها من الليل، فيتقدم العريس ويحمل العروس التي تكون بانتظاره على حصانه، ثم يقف ورفاقه على حدود القرية، ويطلقون العيارات النارية الثلاثة المتفق عليها بين القبائل ليعلم شباب القرية بخطف العروس منهم فيهب الفرسان من نومهم ويلبسون عدة القتال ويسرجون ويلجمون خيولهم في دقائق معدودة ويلحقون بهم، عندما يقتربون من الكمين الموضوع ولإعاقة اللاحقين، ينذرهم بإطلاق عيار ناري عليهم وتقضي التقاليد عند ذلك بوجوب الانصياع لهذا الإنذار وعدم اجتياز هذه الطريق، والتفتيش عن غيرها. ولكن قد يوجد – ونادرا ما يكون ذلك – بين المهاجمين من تأخذه العصبية والحمية، فيصر على سلوك هذه الطريق، غير مبال الكمين، فينذرهم الكمين ثانية، ولكن بأسلوب آخر وهو قتل جواد المغير بعيار ناري، فإن لم يعودوا لصوابهم، ويكرمون التقاليد المتعارف عليها، وأصر أحدهم على اقتحام الكمين، فيحق للكمين أن ذاك أن يدافع عن نفسه ويقتل المهاجم، ولا يطالب أبداً بدمه، وما زال قد أنذره أولاً، وقتل جواده ثانيا وإذا وقع اختلاف وسوء تفاهم في ذلك، عرضه الطرفان على كهول الفرسان ممن لهم خبرة سابقة، ليحكموا بينهم، وحكمهم هو القول الفصل، وعلى الجميع أن يقبلوه بدون اعتراض.
تمارين لفرسان ليوم الخطف عار وأي عار أن يمسك الخاطف أو أي فارس من رفاقه، إذ يعامل عند ذلك بجميع أنواع الازدراء والاحتقار، وحتى التعذيب والتشهير، ويطوفون به في الأزقة، الحال التي لا تتحملها أعصاب أولئك الرجال، اللذين تربوا على الأنفة والعزة فمن الصعب أن نتصور عريسا يفرط بتسليم عروسه، أو فارسا بتسليم نفسه، إذ أنه يفضل الموت على ذلك. ويصدف في بعض الأحيان أن يضطر أحدهم لتسليم نفسه، وإنما لسبب من الأسباب خارج إدارته، ففي مثل هذه الحال يطلب منهم إعطاؤه الأمان، وأن لا يهينوه ولا يحتقروه قبل أن يحاكموه وألا سيضطر للدفاع عن كرامته وحقوقه لآخر رمق من حياته، فيعطوه الأمان الذي طلبه، وبعدها يحاكموه، فإذا أثبت أنه قام بما تمليه عليه واجبات الرجولة، فإنهم يقدرونه ويعفون عنه وإذا لم يتمكن من ذلك أهانوه وعذبوه وجعلوه عبرة لغيره من الشبان، ولأجل ذلك أدخل شباب الجركس بتمارينهم وألعابهم تمرين خاص يمثل خطف العروس وذلك بجمع الفرسان خارج القرية، وتقسيمهم إلى قسمين، يعطون القسم الأول علماً أو جلدا من النرو لينهزم به ويتبعهم القسم الثاني ليأخذ العلم أو الجلد من حامله، فيحمي وطيس المهاجمين ودفاع المنهزمين بشكل حماسي منقطع النظير. وفي بعض الأحيان يضطر حامل العلم أن يجازف بنفسه وحصانه، لكي لا يفرط بتسليم علمه، لأن العلم هذا يمثل العروس التي سيخطفها في يوم من الأيام.
إشراف الآنسة رائدة الهزاز تقديم غالية حمزة الصف الحادي عشر الأدبي مدرسة عبد الحميد الحراكي المراجع Шэрджэс Алий , Хьэкъун Мухьэмэд , Адыгэхэмрэ ахэм я хабзэхэмрэ , Мейкъуапэ 2000 гъэ , ЗИПО Аыгея . Шорэ Ибрахьим , Адыгэ лъэпкъым иэтнопедагогикэ , Мейкъуапэ 1993 гъэ , Адыгэ тхылъ тедзапΙ . Къэбэрдей-Балъкъэрнаучноисследовательскэ институт , Адыгэ ΙуэрыΙуатхэр , Налшык 1963 илъэс , Къэбэрдей-Балъкъэр тхылъ тедзапΙэ .